يـُـحلـق القـمر فوق رؤوسـنا ... رافضاً كل التوقعات والأراء والإنتقادات
غير مبالي بأي شخص ..
سائراً في زمنه وفي طريقة التـي ُحدد له بكل ثقة وهدوء
يتـدرج بالعطاء في الكشف عن جانبه المشرق في منازل معروفة
لا يتقدم ولا يـتأخر عنها ...
في هيئته سمة تجعل الناظرين إليه يطـيلون التأمل ويسرحون بعيداً في أحلامهم وآمالهم
يــُـشارك العاشقين خيالهم .. والمتألمين سهرهم وصبرهم ..والسعداء لياليهم
في جماله غموض لا ينكشف ...
كل من يحاول تفسيره إنما يذهب إلى تفسير ما يحمله من أحلام وأفكار
أما القمر فيبقى غامضاً بالرغم من هـذا كـله
يــبـدأ القــمر بكل شجاعة رحلته معنا بداية كل شهر
غير مبالي بالمنتقدين ولا حتى العاشقين بالظهور بأقل ما يملكه
يظهر لنا بـجانبه الـمـظلـم .. بالجانب الأخــر الذي لا نـحــب
على عكـسنا نحن فلا نحب أن نبدو ضعفاء ... فنحن دوما نحب أن نظهر على أكمل وجه
ونحاول أن نخفي الحقيقة من جانبنا المظلم ...
●●●●
ليس من السهل أن نكشف عن جانبنا المظلم ... بل نحن حتى لا نود الإعتراف به
●●●●
هناك الكثير من المخاوف والتبعات المزعجة لفكرة أن في داخلنا ضعف
هناك في طياتنا جانب قد صنعناه لأنفسنا، جانب لا نحب أن يطلع عليه أحد
هناك حيث يكمن معملنا الخاص لصناعة حياتنا .. أفكارنا .. وطموحاتنا
هناك حيث نحاول أن نصلح عيوبنا حيث نشعر أحيانا بالضعف والخوف
هناك حيث يوجد هذا الباب المسدود الذي يكمن خلفه كل ما نخافه ولا نود الإعتراف حتى بوجوده
ليس الكـثيـر منا من يمتلك الشجاعة ليطلع ماذا خلف هذا الباب ...
ففي كل مرة تـُـمسك عروة هذا الباب ترتعد الأطراف وترتجف الأنامل.
●●●●
كلنا نـبحـث عن الـتـمـيـز فلعلنا نـخاف أن نعترف بما نـخاف منه فـنـفـقد هذا الـتـميـز
أو أنا نخاف إن تـتبعـتـنا أعـيـن المـنتـقديـن والمترقـبـيـن للـثغرات
والـعـثرات فيصطادوا نقاط الضعف
فـيـرمونـنـا بسهام التـقليل والـتـنقـيص حـيث لا يحــتـملها أحــد.
●●●●
ولـــكــــن لـــمــــاذا ؟
لماذا لا نتقبل أنفسنا كما هي بكل ثقة فليس منا من لا يعتريه نقص؟
لماذا لا نكشف قلوبنا لمن حولنا بكل شفافية؟
لماذا نبدأ علاقاتنا مع إخفاء كل قبيح وإظهار كل جميل؟
●●●●
لماذا لا نـكون مـثـل الـقـمر يـبـدأ معـنا رحـلـتـه بـكـشف جانبه الـمظلم ومع هذا فـنـحن نـحـبـه؟