اللؤلؤة الثالثة
سحر المراهقة
الصفحات البيضاء الجميلة هي قلوب فتياتنا والحق كله
أنا نخاف عليهن من كل شيء ..كيف لا !.. وهن أصحاب القلوب الغضة
التي أينما وجهت سارت ولو كان إلى حتفها ..
فما أكثر ما تبكي الفتاة وتشتكي ويزداد الأمر شدة إذا ما قوبل
هذا البكاء وهذه الدموع الغالية بالاستنكار واللامبالاة ..
"سحر المراهقة" …
دوامة الأسئلة الملحة التي تؤرق الفتاة وتقلق حياتها ..
فهموم متراكمة .. ومشاعر شفافة .. وكمال زائف ..
وهي من تحمل الابتسامة الجميلة .. والكلمة الطيبة .. والعاطفة الدافئة .. والتفهم القاصر ..
"سحر المراهقة" للفتاة …
لا يعني الراحة والعبث والنوم المتواصل وإعطاء أحلام اليقظة النصيب الوافر من التفكير ..
فالحرية المطلقة في هذه الفترة وسحرها هو الشر والدمار لحياتها حين تقضي على العمر ..
وهي تعيش قمة المراهقة وسحرها تخرج للسوق وحدها لتبهر
بجمالها العيون الشاردة .. وتفتن بدلالها القلوب الحائرة ..
لتسقط فريسة سهلة لشابٍ معاكس يخطط لوأد عفتها وقتل شرفها ..
أو تعيش مع سماعة الهاتف الساعات الطويلة تفشي سرها لغيرها ..
أو تسقط ضحية الإعجاب والحب الزائف فتتأثر لأي حركة ..
أو تقضي جل وقتها تتنقل "بالريموت" من قناة لقناة عبر الفضائيات ..
أو تتابع المجلة الماجنة من عدد لآخر لتلامس حياتها الجو المظلم بهمومها وأفكارها
فلا ترى لها موجهاً ولا مرشداً ..
قد تباينت حياتها عن حياة أقرب الناس لها فعاشت السحر في أسوأ تأثيره ..
بينما كان علاجه بيدها !! كيف ؟؟
متى ما خالطت الصحبة الصالحة وكسرت الحواجز الوهمية بينهما وبين والديها وأخواتها
بسرعة الاستجابة لتبديل الخطأ .. والتقدير الوافر للنصح والإرشاد ..
وحينها ينفك سحر المراهقة وإلى الأبد بتقوية الوازع الديني ..
اللؤلؤة الرابعة
عفواً
ربما تصاب الفتاة عند بلوغها بصدمة تؤثر في نفسها
وذلك حين تتوالى عليها الأسئلة الملحة ولا مجيب ..
مما يبعث المرارة والأسى في نفسها ..
من المسؤول عن تساؤلاتها ؟.. ومن يجيب عما في خاطرها ؟..
سؤال صعب .. أصعب منه الغموض في إجابته وحينها نفقد الإبداع والمصارحة في حلولنا ..
فنحن نملك ما لا يملكه غيرنا في إيضاح أحكام المرأة برؤية أبعد وأعمق وأشمل ..
أختي الطيبة المباركة .. لا تفزعي وتخافي إذا رأيتِ "الدم" في ملابسكِ الداخلية لأول مرة ..
فهو أمر طبيعي يصيب الفتاة في هذا السن ويسمى الحيض وفي الحديث:
"إن هذا الأمر كتبه الله على بنات آدم"
رواه الإمام مسلم.
وصايا شرعية:
إن الحيض يكون شهرياً لعدة أيام لا تطالب الفتاة أثناء
الدورة بصلاة ولا صيام وتقضي الصوم فقط ..
قالت أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها:
"كنا نؤمر بقضاء الصيام ولا نؤمر بقضاء الصلاة"
كذلك لا تمس المصحف الشريف .. كما يجب الاغتسال من الحيض .
"البلوغ" للؤلؤة المكنونة:
يعني الالتزام بالحجاب الشرعي فتبتعد عن مخالطة الرجال دون المحارم ..
قال تعالى :
"وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ
أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ …"
(النور:31)
وحينئذٍ تستوعب الفتاة صدمات مرحلة البلوغ ..
وتتجاوز آلامها بآية كريمة أو حديث شريف أو أثر مبارك.
يتبع بإذن الله >>>