طريــق العلاج
إن طريق العلاج من هذه الآفة العظيمة سهل ويسير لمن سهله الله عليه ..
إنه يحتاج إلى نية صادقة وعزيمة قوية ومعاهدة النفس ومحاسبتها
ومجاهدتها للتخلص من هذا العبث المدمر.
ومن وسائل العلاج ما يلي:
أولاً: الخوف من الله ..
اعلمي أخيتي المؤمنة أن الخوف من الله عز وجل هو العلاج الناجح
لأي تفريط يقع فيه الإنسان ..
لأن الخوف من الله يثمر تقوى الله عز وجل .. والتقوى
هي فعل المأمورات واجتناب المنهيات ..
والرجل أو المرأة اللذان يرجوان الله والدار الآخرة يدفعهما
ذلك إلى مراقبة الله تعالى والخوف منه.
ثانياً: معرفة الغاية التي خُلق الإنسان من أجلها .. قال تعالى:
"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ"
[الذاريات:57،56]
وهذه هي الغاية الحقيقة للإنسان في الحياة .. وهي عبادة الله وحده سبحانه
وتعالى العبادة الحقيقة بمعناها الشامل الكامل ..
فيأتمر الإنسان بأوامر الله، وينتهي عن نواهيه ..
ولا يتعدي حدود الله في كل صغيرة وكبيرة ..
حينئذٍ يكون العبد قد علم الغاية التي خُلق من أجلها وحققها قولاً وعملاً.
ثالثاً: تربية الأبناء تربية إسلامية ..
وهذا الطريق من أهم طرق العلاج وذلك أن الطفل إذا نشأ وتربى
على الأخلاق الإسلامية ..
وتربى على التوحيد والعقيدة الصحيحة وأصول الإيمان وأركان الإسلام ..
والتحذير من التشبه والتقليد الأعمى ومن الاستماع إلى الموسيقى والغناء
ومن السفور والتبرج والاختلاط
ومن النظر إلى المحرمات وغير ذلك من الأخلاق المخالفة لتعاليم
الإسلام ومبادئ ديننا الحنيف.
فإنه سيصبح فرداً صالحاً في المجتمع وعضواً نافعاً في هذه الحياة.
رابعاً: الرفقة الصالحة ..
وهذا من أهم واجبات الوالدين وذلك بمتابعة أبنائهم والنظر فيمن يصاحبون ..
ثم يقومان باختيار الرفيق الصالح الطيب المعروف بالطهر والفضيلة
والأخلاق والوعي الإسلامي ..
لأن ذلك يعينهم على اكتساب الأخلاق الحميدة ..
والحماية من الانحراف ..
والحماس لفعل الطاعات .. والتخلص من المعاصي ..
وحفظ الوقت .. والكثير من الآثار الطيبة.
خامساً: الزواج ..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ..
فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ..
ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء
[متفق عليه].
فإن الزواج سكنٌ روحي ونفساني بما يحدثه من المودة والألفة والمحبة بين الزوجين.
والتبكير بالزواج يكسر حدة الشهوة عند الشباب والفتيات ..
لذا يجب على أولياء الأمور أن يزيلوا المعوقات التي من شأنها
أن تصرف الرجال عن الزواج أو تؤخر سن الزواج.
أختي الشابة ..
قال الله تعالى:
وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ"
[النور:33].
أختاه لا تستعجلي قضاء الشهوة .. وتعففي حتى يغنيكِ الله بالزوج الصالح ..
يتبع بإذن الله >>>